الجمعة، 22 مايو 2009

أنا.. والأزهر والأزهريين!





حتى وقت تخرجي منذ خمس سنوات من جامعة الأزهر بإحدى كلياتها العملية كان لا يوجد تنسيق للكليات الشرعية واللغوية (أصول الدين واللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية والشريعة والقانون)، ولكن الداخل لنيل الشهادة من واحدة من هذه الكليات –باستثناء قلة منهم- واحد من الفئات التالية:

الفئة الأولى من كانت درجاتهم في الشهادة الثانوية 50%، أو من أكرمه الله بخمس أو ست ملاحق في الثانوية -كان لي أصحاب لكن بالقسم الأدبي يحقق score من الملاحق يتجاوز اثنا عشرا ملحقا ويدخل فيهم دور ثاني فإن نجح - بفضل دعاء الوالدين والخالات والعمات - يتم إلحاقهم بأحدي الكليات السابق ذكرها-يعني لو اعتبرنا اعتمادا على من يربط مستوى الذكاء بالمستوي التعليمي والتحصيل في الدراسة فمن الجائز أن يطلق على هؤلاء أنهم من المعاقين ذهنيا!

الفئة الثانية: من قصر مجموعهم عن اللحاق بكلية عملية -وفارق الدرجات شاسع-وهي عند الطلبة المشايخ الصغار كليات "روشة"، والكلية الروشة باصطلاح الأزهريين هي الكلية التي يجلس فيها الطلبة في مدرجات، وليس على مقاعد مدرسية "تخت يعني" كالتي يجلسون عليها بكلياتهم في منطقة الدراسة، فضلا عن الكليات العملية بمدينة نصر يقع بجوارها على بعد أقل من فرسخ وثلاثة إنشات معهد الخدمة الاجتماعية حيث تتاح لهن الظروف الجيدة للتطلع لرؤية الجينز النسائي الضيق والهاف ستوماك!

الفئة الثالثة: الراسبون في الكليات العملية، حيث يتم ترحيلهم قسرا وجبرا لقضاء مدة عقوبة ويبلغ مقدارها عددا من السنيين على حسب حالة الطالب الذهنية والنفسية المكتئبة الداخل بها للكلية لكبره في السن عن زملائه وفشله في الكلية السابقة وإحباطه من دراسة غير راغب فيها!

وتخيل نفسية طالب داخل كلية كارها لها ولموادها ليتخرج بعدها مرشد أمة، وداعية يعلم الناس الخير.

مداخل.. ومخارج

هذه المداخل للكليات الشرعية بجامعة الأزهر، فإليك مخرجاتها يا سيدي:

- كل خريجي كلية اللغة العربية، لا يعرفون الفرق بين أسماء بوزن يوسف إدريس والسباعي وعلي أحمد باكثير ونازك الملائكة.. فضلا عن عدم تمييزهم أو معرفتهم بالفرق بين الرواية والقصة القصيرة؛ لأن كل دراستهم مبتدأها صعلوك العرب "تأبط شراَ" ومنتهاها غريب الشعر:
كأزج زلوج هزرفي زفازف هزف يبز الناجيات الصوافنا

لذا لم نرى من الأزهريين خريجي المتخصصين في اللغة العربية مثلا لم نرى واحدا فيهم علما في القصة أو الرواية أو الشعر أو نرى أحدهم ينقد قصيدة في ندوة أو يلقي زجلا في منتدى.

الشعب المصري كله معاقب ضمن العقوبات التي تفرضها عليه الحكومة بمدة تتراوح بين الربع ساعة هي مدة خطبة يحفظها الخريج الأزهري بالإضافة لحفظه خطب المواسم والأعياد وتلك الخطب لا تتجدد ولا تتنوع على الإطلاق.

والغريب أن تلك الخطب التي يقولها خطيب أزهري في ديروط بالصعيد هي هي نفس الخطب التي يقولها خطيب آخر بزاوية في شارع كرموز بالإسكندرية، نفس الأقوال المأثورة وأبيات الشعر المقررة عليهم من سيادة اللواء حمدي زقزوق مدير فرع الداخلية بوزارة الأوقاف.

بل واحتوائها على نفس الأحاديث المنكرة والموضوعة والمدلسة والقصص المختلقة بدءاً بحديث ثعلبة وانتهاء بالرجل الذي ذهب ليدفن أخته فنسي الموبايل الخاص به في المقبرة فلما تذكره رجع مرة ثانية ليفتح المقبرة وليجد أخته مشتعل القبر عليها وليذهب ليسأل والدته عن سر اشتعال القبر بأخته لتقول له :"الويل لها من آثمة.. حقا إنها كانت صوامة قوامة، غير أنها كانت لا تسمع قناة الناس".
وهنا ترتفع الأصوات، ويضج المسجد بتأوهات الناس وأنينهم، وينتشي الإمام لتفاعل الحضور وليشكر في سره صاحب مصنف "كيف ترفع الهمم المخروبة بالقصص المضروبة"!

ثم يمزج الخطيب خطبته هذه بإشعار كلها محفوظة من أشرطة الشيخ كشك – رحمه الله -فضلاً عن لوازمه وأحيانا سبه وشتائمه، وربما قد تفاجأ حينما تري خطيبا ولدا يافعا زرب اللسان وهو يسب ويلعن في صلاح جاهين أو الست أم كلثوم أو يقدح في عبد الحليم – وهو لا يدري أنهما قد ماتوا منذ عشرات السنين- يفعل ذلك فقط؛ لأنه نحت الحتة دي بالذات من شريط الشيخ كشك الذي سمعه قبل الجمعة بنصف ساعة!

مدخلان أخرجت لنا مخرجات الخطاب المستأنس والفتاوى المسيسة عن تأثيم من لم يخرج في استفتاءات التعديلات وانتخابات الرئاسة، ولا ندرى لماذا لم يخرج لنا الشيوخ الجهابذة فتاوى في عدم إسناد الأمر لغير أهله، وحكم من سرطن العباد والبلاد.. أم هم خرس في عالم السياسة وقول الحق!.. فصحاء بلغاء في رضاع الكبير وطهارة وشرب بول النبي وجواز جماع الخادمة لأنها في منزلة الأمة والجارية.

رضي الله عن العز بن عبد السلام الذي هجر مصر لتدخل الملك الصالح أيوب في قضية نُظرت أمامه، سلام الله علي شيوخ وعلماء الأزهر الكرام الشرقاوي وعمر مكرم ومحمد عبده والمراغي والغزالي.. ولن أقل سلاما على عمائم السلطة.. ومشايخ الفتة!

ليست هناك تعليقات: