الجمعة، 22 مايو 2009

ثم تمتم: مفيش فايدة!..." قصة قصيرة "



رأيته وهو جالس على القهوة كعادته.. يحتسي كوب القهوة السادة الذي لم يغيره منذ سنين عدة..

نفس السحنة التي تحمل علامات القهر والإحباط والمرض..

الفشل الكلوي هد حيله..

وعمليات الغسيل الكلوي بيشحت علشان يعملها..

ابناه عادل ومجدي يجلسان بجانبه في البيت منذ أربع سنين بعد تخرج الأول وثلاث سنوات بعد تخرج الثاني!

ابنه الأكبر عادل خريج الهندسة، لم يجد إلا وظيفة مسوق أو مندوبات مبيعات.. ككل الوظائف الموجودة في السوق..

كانت كل مهاراته فنية..

كان بارعا جدا في مجال الهندسة.. لذا ود الالتحاق في وظيفة في مجاله.. يبدع فيها كمهندس لا كتاجر يلف ويدور طول النهار يسوق البضاعة الصيني "النص كم"، كما كان يقول دائما.

أخوه مجدي جاب من الأخر.....

باع دهب الحاجة والدته واشتري بيه (توك توك)

رغم حصوله على ليسانس الحقوق بتقدير جيد، كان يود الالتحاق بسلك النيابة وبعدها بالقضاء ليشارك مع القضاة الأحرار في وقفتهم ضد النظام الفاسد اللي خرب البلد
لكن ما باليد حيلة.. فقر أبوه وقعدته على القهوة من 5 سنين بعد طرده من الشركة في صورة "معاش مبكر" وعدم موجود واسطة حالا دون ذلك..

حاول أن أن يتدرب مع محامي، لكن كان بيطلع عينه ويديله في الشهر 150 هلفوت
كان ينفق على المواصلات والأكل بس "ييجي 200 جنيه"

"هو كده إن كان عاجبك.. سيادتك بتتمرن، و100 واحد زيك قاعدين على القهوة يتمنوا التدريب بتاعك ده".. هكذا قال له المحامي عندما طلب منه مجدي زيادة المرتب حتى لو 200 جنيه.

الحاجة أم عادل..
مستنية ربنا يفرجها على الحاج أبو عادل علشان يجيبوا موسم عاشورا للبت المتجوزة "يا دي الكسوف أهل جوز بنتي يقولوا علينا إيه.. مش كفاية الموسم اللي فات اتحججنا بموت واحد من قرايبنا".

اقتربتُ من الحاج..

لسه حاطط إيده تحت دقنه

"إزيك يا حاج.. عامل إيه؟!"

نظر لي بعينيه المحمرتين لا أدري من السهر، أم من البكاء، وهو يتمتم:

"مفيش فايدة"

ليست هناك تعليقات: