| ||
"محمد عاطف".. المدون المصري والطالب المتخرج حديثا من كلية الحقوق، استلهم من نجاح مبادرة هناء الرملي إطلاق مبادرته "كتابي لأجلك" والذي هدف من خلالها إلى توصيل أكثر من عشرة آلاف كتاب إلى أبناء الصعيد المصري؛ حيث لا تنمية ولا قراءة ولا ثقافة. وعلى موقع "الفيس بوك" الذي اشتهر مصريا بأنه موقع النضالات السياسية، وملتقى الناشطين السياسيين والمعارضين الجدد، أطلق عاطف مبادرته والتي انضم إليها فيما بعدُ صديقاه موسى مضر، وحسن البنا علي، والتي تبنت تجميع 10.000 كتاب لأبناء الصعيد وبالخصوص محافظتا سوهاج وأسيوط، أو "الصعيد الجواني" كما يسميه المصريون، والذي اعتبرته المبادرة منسيا حكوميا. وحسب كلام عاطف فإن المبادرة تستهدف بشكل أساسي تجميع الكتب من المتبرعين وإتاحتها بدون مقابل لأبناء المحافظتين اللتين تعانيان كأغلب محافظات الصعيد فقرا مدقعا، وتحيا واقعا مريرا سواء كان اقتصاديا، أو تنمويا، أو ثقافيا. ويقول محمد عاطف: "مكتبات الأسرة التي يتحدثون عنها هي بالنسبة لأبناء الصعيد المثقفين ضرب من الخيال والوهم، والمكتبات العامة لم تر بعد شمس الصعيد الحارقة، وأول مكتبة تم افتتاحها عندنا منذ عامين تم إغلاقها بعد زيارة وزير الثقافة فاروق حسني لافتتاحها بأسبوعين بحجة الإصلاحات، وحتى الآن لم يقربها مثقفون أو حتى أميون!". خطوات المبادرة المبادرة التي أطلقت على الفيس بوك ومدونة على "الورد برس" حملت نفس الاسم: "كتابي لأجلك" قسمها منسقوها إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى وتستمر لمدة شهر وهي تجميع المتطوعين بالمحافظات لاستلام الكتب من المتبرعين. المرحلة الثانية هي البدء بتجميع الكتب من المتبرعين، وبالفعل بدأت المرحلة الثانية من السبت 26-9 وهي مرحلة استلام المتطوعين للكتب من المتبرعين بها من جميع المحافظات، ويشير عاطف أنه تم تجميع 500 كتاب فقط في اليوم الأول من مرحلة "التجميع". كما يشير أيضا أن المرحلة الثانية للمبادرة ستستمر لمدة شهر قابل للزيادة في حالتين: إما في حالة تجاوب الأفراد وازدياد مرحلة "إهداء الكتب"، أو العكس وهو عدم وصول العدد المستهدف من المبادرة وهو تجميع عشرة آلاف كتاب. المرحلة الثالثة: كان الاقتراح فيها أن يتم توزيع هذه الكتب على شباب وأبناء محافظتي أسيوط وسوهاج، لكن بمرور الوقت أدرك منظمو المبادرة أن الخطوة الأخيرة كانت غير عملية إلى حد كبير؛ فمن ناحية سيصعب حصر من سيتم إعطاؤهم الكتب من الشباب والبنات، ومن له الأولوية من عدمه في الحصول على الكتب المتبرع بها. يضيف عاطف: "ومن ناحية أخرى رأينا أن الأمر سينتهي عند توزيع هذه الكتب، وتنتهي المبادرة والمشروع عندها، وبالتالي فكرنا في أن نقوم بعمل مكتبة متنقلة في كلتا المحافظتين تصبح الاستعارة فيها مجانية وعلى مدى زمني جيد، وبعد فترة من الزمن يتم تبادل الكتب الموجودة بهما كل بضعة أشهر". وأشار عاطف إلى أن المنسقين بمحافظة سوهاج يحاولون بالفعل التفاوض مع إحدى الجمعيات الاجتماعية هناك لشغل جزء من مقرها بالمكتبة، لكن بعد الاتفاق على أن تكون المكتبة تحت إدارة منفصلة تماما عن إدارة الجمعية؛ وهو الأمر نفسه الذي يقوم به زملاؤهم في نفس المبادرة بمحافظة أسيوط. وتمثل خطوة إقامة مكان لتجميع الكتب المتبرع بها الخطوة الأكثر تعقيدا التي تواجه مؤسسي المبادرة حتى الآن؛ نتيجة لقلة الموارد لدى مؤسسي المبادرة التي لا تسمح لهم بإقامة جمعية منفصلة تقوم على دعم المبادرة بشكل كامل. المثقفون ودور النشر كان مستهدفا في المرحلة الأولى من المبادرة تجميع قاعدة بيانات عن دور النشر والمكتبات والصحفيين والشعراء والأدباء ممن يستطيعون تقديم المساعدة للمبادرة عن طريق تقديم كتب مجانية من مؤلفاتهم من ناحية، ومن ناحية أخرى الاستفادة بقاعدة البيانات هذه للتواصل مع هؤلاء الكُتّاب والمثقفين. لكن بأسف اعتبر محمد عاطف أن هذه الخطوة في المبادرة قد فشلت، ونعى عاطف هذه اللامبالاة التي تم بها استقبال المبادرة حيث تم الاتصال بعشرات المثقفين ودور النشر ورفضوا التواصل معها أو الرد عليها. فيما يقول عاطف: "كانت فرصة أن يثبت هؤلاء صدق كلامهم، أو حديثهم الذي لا يكف عن أهمية تنمية الصعيد أو الاهتمام به، على الأقل أردنا لهم مزيدا لترويج أعمالهم، أو لتسويقهم عند مجتمع هم منعزلون وبعيدون عنه". المتطوعون بالمبادرة تفاعل مع المبادرة عدد جيد من ناشطي الفيس بوك وقليل من المهتمين بالعمل الثقافي والمجتمع المدني؛ ففي خلال أيام قليلة وعبر الفيس بوك والمدونة التي أنشأها منسقو المبادرة خصيصا لأجل الحملة تطوع ثمانية وثلاثون شخصا من محافظات القاهرة والإسكندرية والبحيرة وكل من محافظتي الغربية والشرقية لجمع الكتب من المساهمين لإيصالها إلى المتطوعين في محافظتي أسيوط وسوهاج اللتين اختيرتا لتنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة. فيما يشير عاطف إلى أن مؤسسي المبادرة رفضوا عرضا من إحدى الحركات السياسية لتبني المبادرة؛ لحرص شركاء المبادرة على أن يبقى المشروع غير مسيس حتى يحقق هدفه الاجتماعي والثقافي بسد الفراغ الناتج عن إهمال الصعيد وعدم الالتفات للظروف الاقتصادية الطاحنة التي تجعل من حق القراءة والمعرفة ترفا لا يقدر عليه أغلب السكان؛ ولهذا لن نسمح للسياسة بأن تفسده. |
تعليم الأطفال في اليابان..صناعة البشر
قبل 13 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق