| ||
لم تخرج الأزمات التي سلط عليها الصحفيون أسئلتهم خلال المؤتمر عن إطار الأزمات التي يصنعها منظمو مهرجان القاهرة الإعلامي كل عام، من سوء التوقيت، وخلط المسلسلات في لجان التقييم، واختيارات تنظيمية غير موفقة. إلا أن ضغط الأسئلة على المسئولين الثلاثة كاد أن يصل بالأمر حد المعركة كلامية بين بعض الصحفيين والعقباوي الذي ظهرت حدته بشكل واضح أثناء ردوده عليهم، وحاول التخفيف منها الكلام الدبلوماسي لعبد اللطيف المناوي، فيما ظهر التردد على أسامة الشيخ الذي يترأس المهرجان لأول مرة مما اضطره للاستعانة في كلمته بالعقباوي والمناوي. مسلسل أزمات "سوء التوقيت" كلمة سر المهرجانات التي تعقد في القاهرة، حيث يتداخل توقيت مهرجان القاهرة الإعلامي مع توقيت مهرجان القاهرة السينمائي، إلا أن عبد اللطيف المناوي قدم ردا دبلوماسيا أقرب لكلمات الأغاني الوطنية أكد فيه أن مصر بكوادرها ومبدعيها وزخمها قادرة على إقامة أكثر من مهرجان في توقيت واحد، وأن لكل مهرجان جمهوره، وطالب الصحفيين بالنظر لمسألة تداخل التوقيت بين مهرجان وآخر بشكل إيجابي. إلا أن السلبية فرضت نفسها نظرا لاختيار الناقد يوسف شريف رزق الله رئيسا للجان تحكيم التلفزيون والذي يمكن التغاضي عن كونه أحد العاملين في مدينة الإنتاج الإعلامي التي تشارك أعمالها ضمن مسابقات المهرجان ولكن الأزمة الحقيقية في كونه مديرًا للمكتب الفني في مهرجان القاهرة السينمائي!!. وهنا لم يجد المنياوي مفرًّا من السؤال عن الطريقة التي سيوفق بها الناقد السينمائي بين مسئولياته في المهرجانين خصوصا مع إصرار الصحفيين, حتى تسلم أسامة الشيخ الأمر وحاول الالتفاف حول السؤال بقوله: "يوسف شريف رزق الله يعد أهم نقاد السينما والأكثر حضورا للمهرجانات الدولية والإقليمية، كما أنه أحد مؤسسي الفضائية المصرية، وكان رئيس قناة النيل الدولية وهو خبرة كبيرة كنا نحتاج إليها في دورة هذا العام". لتستمر سلسلة الأزمات في الكشف عن نفسها من خلال الصحفيين الذين علقوا على الخلط في وضع مسلسلات درامية في لجان لا تخصها، من بينها مسلسل "أبو ضحكة جنان" والذي يحكي قصة الراحل إسماعيل ياسين والذي تم وضعه ضمن لجنة تقييم المسلسلات التاريخية. المثير للدهشة أن كل تلك الأزمات لم تثنِ أسامة الشيخ عن الإعلان عن مبادرة لإقامة ثلاثة مهرجانات تنبثق عن مهرجان الإعلام العربي, أولها معرض لمنتجات الإعلام والثاني للسوق والثالث للأعمال، لكنه لم يستطع الحديث عن تفاصيل هذه المبادرة لأن صاحب المبادرة هو أحمد أنيس رئيس المهرجان والاتحاد السابق الذي أصبح رئيسا لمجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات". شعار تراجعي وللمفارقة كان شعار مهرجان القاهرة للإعلام العربي العام الماضي هو "الإعلام حرية"، ويبدوا أن الحرية التي أعطيت للإعلاميين كانت زائدة عن الحد فتم اختيار شعار مغاير تمامًا هذا العام وهو شعار "الإعلام مسئولية"!!. واعتبر الشيخ أن تغيير الشعار ليس تراجعًا عن شعار العام الماضي، بقدر ما هو استكمال له، مشيرا إلى أن الكثير من الانتقادات وجهت لوسائل الإعلام والصحافة التي استغلت مساحة الحرية بشكل سلبي دون مراعاة للمسئولية الاجتماعية المنوط بها الإعلام. فيما كان السؤال الموجه للعقباوي لماذا لا ينظم المهرجان بشكل احترافي عن طريق أعضاء من خارج هيكل موظفي اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فضلاً عن اختيار مجموعة من المعلنين لرعاية المهرجان. رد العقباوي بأن المهرجانات التي تعقد في مصر والدول العربية ليس وراءها مؤسسة ضخمة مثل اتحاد الإذاعة والتليفزيون التي تقوم بتنظيم مهرجان الإعلام من الألف إلى الياء، أما عن الرعاية الإعلانية فقال: "وجدناها في العامين السابقين بلا جدوى لأن المعلن يقوم بتقديم بروموهات المهرجان مقابل خصم 50% على إعلانه، وبالتالي فلا يوجد عائد يذكر فقررنا عمل الدعاية بأنفسنا". ندوات المهرجان من جانبه قال عبد اللطيف المناوي إن ندوات هذا العام لا يتم لها التحضير على عجالة كما يقال، ولكن يتم وضع عناوينها ومحاورها الأساسية قبل المهرجان بفترة كافية، وأضاف أن الندوات ستناقش الحرب على غزة ومسئولية الإعلام، والتعامل مع الانتخابات وأزمات البث، وعصر ما بعد التليفزيون كما تناقش قضية الدراما التليفزيونية والإذاعية. وأوضح المناوي أن الغرض من الندوات أو اللقاءات الإعلامية هو التحاور والخروج بقناعات وليس الخروج بتوصيات لتنفيذها أو الخروج بنتيجة محددة من مائدة الحوار. فيما أعلنت أمانة إعلام مهرجان الإعلام العربي ندواته الإعلامية التي خصصت لمناقشة عدد من القضايا الإعلامية الملحة التي طرحت على الساحة خلال الأشهر الماضية مثل دور الإعلام في زمن الحرب والحداثة الإعلامية وعصر ما بعد التليفزيون، وفضائيات الدراما وصياغة العقل العربي، وأزمة بث المباريات، وكعكة الإعلانات بين المشاهد والقنوات والمعلن، والتغطية الإعلامية للانتخابات. ووفقا لموقع مهرجان القاهرة الإعلامي تنقسم ندوة "الإعلام في صندوق شفاف" والتي تناقش التغطية الإعلامية للانتخابات، إلى جزأين؛ يناقش الجزء الأول صناعة الانتخابات وكيفية التوافق بين الإعلام الخاص وإعلام الدولة على طريقة مهنية للتغطية الإعلامية للأحداث الكبرى مثل الانتخابات، بينما يناقش الجزء الثاني تجارب إعلاميين في انتخابات عربية وأجنبية. فيما تناقش ندوة الحداثة الإعلامية وعصر ما بعد التليفزيون استخدام الآليات الحديثة في البث التليفزيوني "الإنترنت، الموبايل، اليوتيوب" وتأثيرها على القنوات، والتجارب الأجنبية في بث أفلام، ومسلسلات كاملة ونسب المشاهدة، والشرائح المجتمعية العربية المتعاملة مع الإنترنت، ومدى نجاح إذاعات الإنترنت في إيجاد مستمع مختلف، ومستقبل الإعلانات في عصر ما بعد التليفزيون، وهي الخدمات التفاعلية في الفضائيات هل تصبح هي البديل؟ وهل يصبح الحل هو اتفاقية حقوق ملكية فكرية مفعلة؟. تناقش ندوة "فضائيات الدراما وصياغة العقل العربي" مدى اتساع خريطة قنوات الدراما العربية، وهل يستوعب الإنتاج الدرامي العربي قنوات جديدة، وهل التنافس بين الدراما المصرية والخليجية والسورية لمصلحة المشاهد؟ وموسم رمضان الدرامي بين الكم والكيف، والسيت الكوم ومساوئ أصغر طفل في العائلة الدرامية، والمشاهد بين حروب المنتجين وطلبات النجوم، والدراما التركية بين عادات الشارع العربي والتركي، والإنتاج الدرامي الكوميدي بين الإضحاك وزغزغة المشاهدين، في حين يصبح سؤال الندوة الأساسي هو من يصوغ عقل المشاهد العربي؟. تناقش ندوة "بث المباريات.. أزمة لا تنتهي" مشكلة البث الفضائي للمباريات، وهل هي أزمة إعلامية أم إعلانية؟ وكيف يتعامل العالم الخارجي مع بث الدوريات؟ ودور القنوات الرياضية بين إشعال الأزمة وإطفائها، والأزمة بين القنوات القومية والقنوات الخاصة، وحق الشراء من يحدده ولصالح من؟ ودور اتحاد الإذاعة والتليفزيون في تنظيم بث المباريات، وطرق تنظيم العلاقة بين القناة التابعة لنادي والأندية الأخرى. وتناقش ندوة "الإعلانات بين المشاهد والقنوات والمعلن" الفوارق بين الإعلان الموجه والإعلام الموجه، وما الذي يريده الراعي الرسمي؟ ومن يأخذ ببحوث استطلاعات المشاهدين والإعلانات، والإعلانات في العالم العربي وكيف يتم اقتسامها؟ وكيف يستفيد الإعلان من البرامج الجماهيرية؟ والبرامج الإعلانية وسطوة المعلن، ومحددات الإعلانات في البرامج الإخبارية، والقنوات الإعلانية والجمهور المستهدف, والقنوات الموسمية والبحث عن الربح الخالص، والحملات الإعلانية القومية بين النجاح والفشل. |
تعليم الأطفال في اليابان..صناعة البشر
قبل 13 عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق