الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

مهرجان الإعلام العربي.. يعلن وفاة "رامتان"

خلال ندوة "الإعلام في زمن الحرب"

مهرجان الإعلام العربي.. يعلن وفاة "رامتان"

هجوم على قناة الجزيرة.. واختلاف حول الإعلام المنتصر

أحمد عبد الحميد


Image
أحدى ندوات مهرجان القاهرة للإعلام العربي
حدث غريب حصل في مهرجان الإعلام العربي، وهو المختص بمنتجات الإذاعة والتلفزيون العربية، وهو أن يعلن رئيس وكالة "رامتان" للأنباء الدكتور قاسم الكفارنة عبر ندوة "الإعلام في زمن الحرب" توقف وكالته نهائيا عن العمل.

الإعلان الذي جاء أمس السبت وعبر الأقمار الصناعية من رام الله ضمن ندوة على هامش مهرجان الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة، والذي يقام بمدينة الإنتاج الإعلام بالقاهرة في الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر الجاري، أضاف على ذلك الإعلان أن "هذه آخرة مرة يظهر فيها على شاشات الفضائيات".

الكفارنة أشار أيضا إلى أن هناك مؤامرة شاركت في صنعها بشكل أساسي القنوات الإعلامية العربية، وخص بالذكر قناة الجزيرة الفضائية التي قال إنها شاركت بشكل قوي في إجهاض تجربة إعلامية رائدة ومتميزة كانت هي الوحيدة الناقلة لما يجري في حرب غزة الأخيرة، وسط جهل إعلام عربي وعالمي بما يحدث داخل القطاع؛ لمنع إسرائيل للإعلام بجميع أشكاله من الدخول داخل القطاع الذي كان يرزح حينها تحت وطأة القصف الإسرائيلي، لكن دون أن يوضح كيف كانت قناة الجزيرة هي سبب هذه المؤامرة.

الندوة التي أدارها "عبد اللطيف المناوي"، أمين عام الندوات والإعلام بالمهرجان، ركزت على أن الحرب الأخيرة على غزة دفعت كل طرف من الأطراف السياسية إلى استغلال مؤسسته الإعلامية، والتي حددت سياستها تجاه الحرب بناء على هذه الرؤية، كما لخصت أزمة الإعلام العربي في وقوعه في فخ تبادل الاتهامات والشتائم بدلا من النقل الواعي والمهني لما يجري في غزة، فيما تركت الساحة لإسرائيل تنقل الصورة كما تريد للخارج لتخفف قليلا من وحشية صورتها خلال الحرب.

مصيدة الاتهامات

في البداية رأى "صالح القلاب"، وزير الإعلام الأردني السابق، أن الإعلام العربي وقع في مصيدة إلقاء الاتهامات، وأن هذه الحرب من وجهة نظره افتعلت افتعالا بهدف إحراج مصر.

وأضاف قائلا: "ثبت من خلال التعامل السياسي والإعلامي أن مصر مستهدفة من هذه الحرب، وهذه كانت مهمة قناة الجزيرة، وموضوع فتح معبر رفح كان بقصد إحراج مصر حتى تثبت حماس أن لها كينونة، وكان هدف مصر إنهاء الحرب على غزة وبسرعة".

وأوضح القلاب أن هذا الهدف خدمت عليه إيران بشكل جيد، وتبعها بعض الدول العربية، ومن ثم ظهر الحديث عن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، ونزول المصريين إلى الشوارع للضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح، كل ذلك تم الترويج له من خلال وسائل إعلامية عربية انشغلت بذلك عن متابعة الحدث الأهم وهو المذابح التي يتعرض لها أبناء غزة.

وأشار القلاب إلى أنه كان هناك إعلام محايد وهو الذي أفاد الشعب الفلسطيني وهو -على الأغلب- من وجهة نظره الإعلام الغربي.

أهمية الرقابة

من جهته، قيَّم اللواء "محمود خلف" مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الإعلام العربي أثناء حرب غزة عسكريا؛ حيث أشار إلى أن وظيفة ومهنية الإعلام في حالة الحرب تختلف تماما عن وظيفة ومهنية الإعلام في حالة السلم؛ لأن الإعلام وفقا لتحليله شريك ثالث مع السياسيين وهيئات الأركان في إدارة "قضية الحرب".

كما وجه النظر إلى كون الإعلام تحت رقابة صارمة خصوصا أثناء الحرب قائلا: "كل وسيلة إعلامية حرة في أن تقول ما تريده إلا في حالة الحرب؛ لأن الإعلام يسقط دولا كاملة في حالة الحرب".

وأكد خلف على أن حرب غزة لم يكن فيها ند للإعلام الإسرائيلي؛ لأن الإعلام العربي دخل في قضايا فرعية، وتشتت بقوة عن القضية الرئيسية، كما افتقد الحد الأدنى من المهنية الإعلامية في زمن الحرب.

فشل الإعلام الإسرائيلي

من جهته، رأى "عبد لله قصير"، مدير قناة المنار اللبنانية، أن الإعلام الإسرائيلي كان فاشلا في غزة، كما كان فاشلا أيضًا في لبنان، مشيرا إلى أن الإعلام العربي كان منقسما ومتنوعا ومختلفا في تنوع الموضوعات، وكانت التغطية الإعلامية ناجحة؛ لأنها استطاعت فضح إسرائيل.

وحول موضوع الحيادية في الحرب أضاف: "لا حيادية في الإعلام تجاه هذا الموضوع؛ لأن الحيادية هنا تعني التواطؤ.. نحن غطينا الحرب إعلاميا من منطلق توجهاتنا لمناصرة الفلسطينيين، وتعاملنا مع هذا الموضوع كما يليق بالقضية الفلسطينية".

وتمنى قصير أن يكون هذا الموضوع غيمة وتمر، وأن يعود التعاون العربي مرة أخرى، مضيفا: "يجب أن نتعالى على الخلافات التي تحدث داخل كل بيت وكل مجتمع، ويجب أن نبحث عن صالح الأمة وليس البحث عن الأزمات".

فيما أشار نبيل الخطيب، رئيس تحرير قناة "العربية"، أن المشكلة التي واجهت الإعلام العربي هي عدم أهلية الصحفيين والمراسلين العرب الذين يقومون بتغطية الحرب؛ حيث نوه إلى نقص ما يسمى بالصحفي العسكري الذي يدرك تماما كيف ينقل الرسالة الإعلامية بمهنية تعتمد على مسارين أحدهما إعلامي، والآخر عسكري.

كما أشار إلى أن الفاعل الرئيسي في المعركة هم العسكريون من الطرفين الذين يسمحون أو لا يسمحون بنقل ما يحدث داخل الميدان، وضرب مثالا بإسرائيل التي لم تسمح بوصول مراسلين لوكالات الأنباء ومؤسسات إعلامية لغزة إلا في اليوم الخامس عشر من بدء العدوان؛ وهو ما يصب -من وجهة نظره- في تعتيم إعلامي لا تقدر على نقله وسائل الإعلام بشكل دقيق.

تدمير "رامتان"

فيما كانت مداخلة الدكتور قاسم كفارنة رئيس مجلس إدارة وكالة رامتان -عبر الستالايت من رام الله- والذي أشار أن مؤسسته الإخبارية كانت تقوم بتوزيع الصور من غزة على وكالات الأنباء العالمية، وبلا مقابل؛ احتراما للظرف التاريخي الطارئ، وبدون الدخول في أية حسابات تجارية أو بيزنس.

واتهم قناة الجزيرة بتدمير مؤسسته التي لا ترضى من وجهة نظره إلا أن تكون الأولى على الساحة الإعلامية، وكان الصراع بين إمكانيات الجزيرة الهائلة، وبين "رامتان" المؤسسة الصغيرة التي لم يبلغ رأس مالها ربع مليون دولار -كما قال- أشبه بصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين جمهورية مالطا.

من جانبه، يسأل الدكتور ناصر اللحام، رئيس وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية: من المنتصر ومن المهزوم في حرب غزة الأخيرة؟ مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يستطيع أحد أن يحدد من خسر معركة غزة هل هم الفلسطينيون أم الإسرائيليون؟!

وكل ذلك أرجعه اللحام لفشل الإعلام العربي في نقل الصورة كما يجب؛ حيث ترك الأمر -من وجهة نظره- لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي كانت شريكا أساسيا للجيش الإسرائيلي في المعركة، والتي تم استشارتها قبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى المعركة لتساهم بقرار حقيقي في إمكانية شن حرب على غزة من عدمها!

فيما أشار إلى أن الإعلام العربي كان إعلاما لدول متفرقة تعاني من تشتت سياسي، وأن الإعلام الفلسطيني كان إعلاما حزبيا أصيب بالهستيريا، وكان -من وجهة نظره- طعنة في ظهر القضية الفلسطينية.

الندوة علي اسلام أون لاين

ليست هناك تعليقات: